المشهد الخامس، الاثنين 24/10/2022
المشهد الخامس، الاثنين 24/10/2022
هل يميل المعمار لجانبه الفني فيمر بفترات من الـ (Art Block)؟ أم أن لجانبه
العلمي دور فيمّده بخيوط بداية التصميم دائماً؟
يعرّف الـ (Art Block) بفترة زمنية
لا يمتلك فيها الفنان أي فكرة لعمل فني جديد. يفتقد للحافز ويشك بأنه ليس الا فنان
فظيع. قد تستمر هذه الفترة لساعات، أيام، أسابيع، اثنا عشر شهراً وأكثر.
لو افترضنا أن المعمار يمر بتلك الفترة حقاً فهو لا يمتلك
الوقت لاستمرارها طويلاً، المواعيد الدراسية بالمرصاد والعملاء بالانتظار.
هنا يأتي دور (الالهام)، (الالهام المعماري) كما يسميه الأستاذ
الدكتور نوبي محمد حسن في كتابه الصادر عن دار جامعة الملك سعود للنشر.
"الإلهام سلوك إنساني له شروط تحدده، وأفضل تصور له أن
نتصوره بصفته عملية عقلية تحدث على نحو مفاجئ، تنتظم من خلالها وبفضلها مجموعة من
العناصر المشتتة، وفي سياق له معناه، ويساعد المعمار على مواجهة المشكلة التصميمية
بطريقة جديدة". عبد الستار ابراهيم
على المعمار أن يتعرف على مفهوم الالهام ودور الالهام في الابداع المعماري والرؤى حول منابع الالهام وطبيعة ردّة فعل العقل المعماري تجاه مصدر الالهام. كل ذلك وأمثلة معمارية من حول العالم نجدها في كتاب الدكتور نوبي محمد حسن.
قد يوجه الالهام المعمار تجاه فكرة معينة، في مشروعنا مركز
تنموي مستدام، أرادت الطالبة دينا طلعت أن تقول: "ينمّي المشروع مهارات الفرد فيقضي على جفاف موارد البيئة". وللتعبير شكلياً عما سبق فهي بحاجة لاستحضار
مراجعها الشكلية، فيأتي دور الثنائيات في الفكرة التصميمية.
يورد المعمار (دانيل ليبسكيند) عديد من الثنائيات التي
يهتم بها في أعماله.
-التفاؤل مقابل التشاؤم.
-المتحرر مقابل المحافظ.
-المعقد مقابل البسيط.
-غير المتوقع مقابل العادي.
-المخاطرة مقابل الأمن. ليبلغ عدد الثنائيات 17، يذكرها
بعنوان:
(Daniel Libeskind's 17 words of architectural
inspiration)
تلك الثنائيات (الفكرية ثم تتحول شكلية) غالباً ما تكون
متناقضة، وللمعمار خيارين للتعامل معها لإنتاج تكوين معماري جديد لمشروعه:
-أن يترك فرص متساوين للطرفين فيعبر التكوين عن التعارض
بين المرجعين وعناصرهما المنتخبة.
-أن ينتصر لأحد الطرفين ضد الأخر، فيهيمن شكل المرجع
الفائز على المرجع الخاسر.
وفي المثال السابق "ينمّي المشروع مهارات الفرد فيقضي على جفاف موارد البيئة"، قد ينتصر النمو على الجفاف، ليبث المشروع القيم الإيجابية
في بيئته المحيطة.
يختتم المشهد الخامس بتفكير جماعي مصدر إلهامه
كتاب (الجمال والفن، ما هما؟)، لاوسكار برينيفييه.
هل يجب أن يكون للشيء الجميل معنى؟
إن كنا نشترط أن يكون التكوين النهائي لعمارتنا جميلاً
فهل يجب أن يكون له معنى؟
-لا، لأن الجمال نشعر به بقلبنا وليس بعقلنا.
-نعم، لأن جمال العمل الفني يزيد في نظرنا عندما نفهم
المعنى الذي يقصده الفنان/ المعمار منه.
-لا، لأننا إذا فكرنا كثيراً، وانتقدنا كثيراً، فلن
يعجبنا شيء في النهائية.
الكثير من الأسئلة مجهولة الإجابة تدفعنا لفهم وتحليل
أفكارنا ومشاعرنا وأحاسيسنا لتحقيق اعلى فائدة من أجواء ستوديو التصميم المعماري.
تعليقات
إرسال تعليق