المشهد الثالث عشر، الخميس 8/12/2022
المشهد الثالث عشر، الخميس 8/12/2022
لقد تغيّر العالم الى الأبد، (السرعة) هي سمة العالم
الجديد. تلك السمة نتاج التطور التكنولوجي وعلاقاتنا الافتراضية بتفاصيل الحياة. أصبحنا
نأخذ أغلب معارفنا العلمية والاجتماعية والاقتصادية عن طريق أجهزتنا الذكية، نعتمد
عليها حتى في الترفيه والضحك بل حتى البكاء أيضاً.
نتابع المئات من القنوات والمدونين وصناع المحتوى
والهواة والمشاهير. وتشير الدراسات الى أننا نتعامل مع جميع أولئك وفقاً لقاعدة (الثواني
الثلاث)، (The Three
Second Rule).
تقول تلك القاعدة، إن الثواني الثلاث الأولى من محتواك
الفديوي على وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تتضمن الـ (كَّلاب)، (Hook) لصيد
المتابع وجعله يستمر بالمشاهدة، فقد أثبتت الدراسات بان خلال تلك الثواني الثلاث
يقرر المتابع، هل يستمر بالمتابعة أو ينتقل الى المحتوى التالي بلمسة سريعة
من اصبعه على الشاشة.
كل ما سبق للبرهنة على أهمية تلخيص الفكرة التصميمية
بعبارة مختصرة (Statement)، (تصيد) المتلقي لمشروعنا المعماري. لا يملك المتلقي الكثير من الوقت لقراءة عشرات الاسطر والكثير من الصور
المختلفة. يمكن تشبيه تلك العبارة بفكرة الـ (Slogan) في التسويق
التجاري للشركات ومنتجاتها.
تكتب الشركات عبارة مختصرة توضح فكرة المنتجات التي
تقدمّها للزبائن أو العملاء.
بعد جذب المتلقي والسيطرة على اهتمامه بمعرفة المزيد عن
الفكرة، هو بحاجة للتفاصيل. وهنا يأتي دور المخططات التوضيحية للفكرة بأقل قدر
ممكن من المفاهيم والمفردات بالإضافة الى الأسهم (Arrows) والتي تشير
للعلاقات بين تلك المفردات. كل ما سبق للوصول الى نهاية القصة وهي المرجع أو المراجع الشكلية
للفكرة التصميمية والتي سيعتمدها المعمار ليقول ما يريد قوله (إيصال المعنى
للمتلقي).
نصل الى المرحلة الأهم في التصميم المعماري والتي تتضمن
جزئين:
أولاً-تحليل المرجع الشكلي: دراسة عناصره
وعلاقاته ومبادئه التصميمية، ثم دراسة أي تلك العناصر رئيسة في التكوين وايها
ثانوية، كذلك دراسة علاقة المرجع الشكلية بذاكرة الناس والمعاني التي يثيرها لديهم.
ثانياً-تركيب تكوين معماري جديد: أي استخدام عناصر المرجع وعلاقاته ومبادئه التي تم تحليلها ودراستها في تركيب تكوين جديد ملائم للمشروع الذي نعمل عليه. بعد اعتماد واحدة من الاستراتيجيات الشائعة كالتجريد أو الازاحة أو تهميش المعظم وغيرها.
المهم في جميع ما سبق أن يؤمن طالب العمارة أو المعمار
بقدرته على الابداع وابتكار أفكار جديدة غير
مستهلكة، والا ما الفائدة من تكرار نفس أفكار الآخرين؟
تعليقات
إرسال تعليق