المشهد الثالث، الاثنين 17/10/2022
المشهد الثالث، الاثنين 17/10/2022
-
هل هنالك منهج واحد فقط للتصميم المعماري وإنتاج عمارة
ناجحة؟
-
بعد أن يلبي المعمار المتطلبات الوظيفية للمبنى، هل من
الواجب أن يعبّر عن ذاته ويقوم ببث رسالة تحمل معنى الى أفراد المجتمع (المتلقي والمستخدم)
للمبنى؟
-
إذا أراد المعمار تضمين رسالة (معنى) في المبنى، فكيف
سيفهمه الناس؟
نحن بحاجة لضرب مثل:
-
لماذا يقول الناس شعراً؟
تدفع مواقف الحياة بالشاعر ليعيش تجارب صعبة، فيفكّر
ويعاني مشاعر حادّة لا يستطيع كتمانها. يريد أن يعبر عن كل ذلك للناس يريدهم أن
يسمعوا ما يقول، فيستخدم الكلمات وعبارات اللغة المشتركة بينه وبين المجتمع لنظم
بيت أو قصيدة أو ديوان شعر.
الآن:
-أليس من حق المعمار أن يعبّر عن نفسه؟
السؤال الأصعب هو كيف سيوصل ما يريد قوله للناس، هل سيكتب
لهم لافتة فلكسية فوق المبنى لتشرح فكرته؟
بدلاً عن اللغة العربية أو الإنكليزية يمتلك المعمار لغة
الاشكال أو عناصر التصميم المعماري، (النقطة والخط والسطح والحجم واللون والخامة وغيرهم).
على أن تكون تلك الاشكال أو العناصر قد انتظمت في تكوينات سابقة واكتسبت معنى معين
لدى المجتمع المحلي أو العالمي.
فالشكل (✔) يتألف من خطين متعارضين بالاتجاه ويهيمن أحدهما على الآخر بالطول. ليس فقط
وانما يحملان معنى قد اتفق عليه العالم. (الصواب).
وهذا ما يسمى بالمرجع الشكلي. هو تكوين
مألوف لدى الناس، يعرفونه ويعرفون شكله ومعناه، يلجأ المعمار الى استخدامه في
التكوين الذي يعمل عليه ليساعده على أيصال ما يريد أن يقول للناس، بواسطة ما يحمله
شكل المرجع من معنى أو معاني متفق عليها مسبقاً.
لذا إن أراد المعمار أن يتبع أحد مناهج
تصميم عمارة ذات معنى فعليه:
-تحديد المعنى الذي يريد أن يقوله (الرسالة)
بعبارة قصيرة واضحة تتضمن مفهوم معين.
- ان يبحث عن مراجع شكلية تحمل معاني تعبر
عن العبارة أو المفهوم الذي يريد أن يقوله.
-يقوم بتوظيف عناصر المرجع الشكلي بإنتاج تكوين
جديد يعتمد على مخرجات الدراسات الخاصة بمشروعه من حيث متطلبات الموقع والوظيفة
ونصائح الأمثلة المشابهة.
صمم المعمار الراحل الدكتور محمد مكية مبنى
مصرف الرافدين، فرع كربلاء عام 1968.
أراد أن يقول للناس:
"إن أموالكم في حصن أمين، فلا تخافوا
عليها"
كيف أوصل الفكرة للناس؟
استعان بـ (حصن الأخيضر) مبنى يقع في
محافظة كربلاء ويعرفه أغلب سكان المحافظة ويعرفون أنه حصن ذو أسوار وأبراج حصينة
تحمي الناس وأموالهم في الداخل من أي اعتداء.
فأصبح حصن الاخيضر المرجع الشكلي لفكرة
الدكتور محمد مكية.
أما كيف تعامل مع المرجع الشكلي، فقد انتخب
أبراجه الأسطوانية ورصفها على واجهة المصرف فأصبحت الواجهة صلدة ومحصنة كما كان
الحصن سابقاً.
تعليقات
إرسال تعليق