المشهد الرابع، الخميس 20/10/2022
المشهد الرابع، الخميس 20/10/2022
بعد أن نحدد فكرتنا ومرجعها الشكلي أو مراجعها الشكلية، (3،2)
أو أكثر ،كيف سنتعامل معه/معها لإنتاج تكوين معماري جديد ملائم لمتطلبات مشروعنا
الخاصة؟
كيف سنتعامل، أي الإجراءات أو الطريقة التي سنتعامل بها
مع المادة الخامة (المرجع) لإنتاج تكوين جديد.
قبل تحديد طرق أربع (ولعلها أكثر بكثير) علينا أولاً:
تحليل المرجع: أي تحليل التكوين الشكلي للمرجع، عناصره التصميمية
(نقطة، خط، سطح، حجم، لون، ملمس ....)، علاقاته، المبادئ التصميمية والتنظيم
الشكلي (خطي، مركزي، شعاعي، تجميعي ...) وغيرها من القضايا الشكلية.
لنعرف أي العناصر والمبادئ هي رئيسة في إيصال معناه
للناس ولا يمكن الاستغناء عنها، وأي العناصر تكميلية ثانوية يمكن الاستغناء عنها
دون الابتعاد كثيراً عن معنى المرجع.
أما الطرق فهي:
-التجسيد المباشر: هي أن يكون تكويننا الجديد (مشروعنا) مشابه تماماً
للمرجع الشكلي، وهي طريقة ضعيفة وغير مرغوبة غالباً. لان التكوين سوف يوصل الفكرة
أو (المعنى) مباشرة للمتلقي دون ان يترك له متسعاً للتأمل والتخيّل والتفكير، عندما
يكون التجسيد غير مباشر سيشارك المتلقي في قراءة الفكرة أو المشاركة في أكثر من
قراءة للفكرة فتزداد قيمة وغنى.
-التجريد: أي تخليص تكوين المرجع من بعض العناصر التكميلية،
والمحافظة على العناصر الرئيسة المؤثرة في نقل المعنى.
إذا كان (التجسيد المباشر) طرف فالطرف الآخر هو (الانقطاع)، الانقطاع عن معنى المرجع بسبب تجريده من عناصره الرئيسة. أما التجريد فهو الحالة الوسطية بين التجسيد المباشر والانقطاع، يتحكم بدرجته المعمار بما يناسب طبيعة المشروع المصمم والبيئة المحيطة به بهدف إيصال معنى متعدد القراءة يشارك في قراءته المتلقي.
-الازاحة: أي إجراء تغيير مؤثر على تكوين المرجع لغرض التعبير عن
فكرة معينة. هذا التغيير المؤثر قد يكون بنقل المرجع من سياقه المألوف الى سياق
آخر. فالمنارة عنصر معماري معروف يحمل معنى الدعوة الى الصلاة في الأبنية الدينية.
إذا كان المعمار يعمل على مبنى تعليمي جديد فمن الممكن الاستعانة بالمنارة كمرجع
شكلي وأزاحتها من سياقها الديني الى سياق تعليمية للتعبير عن الدعوة الى العلم
والقضاء على الأميّة.
إضافة الى تغيير السياق هنالك إجراءات كثيرة أخرى كقلب
محور المرجع أو تدويره بزاوية معينة أو تجزئة تكوين المرجع الى عناصره.
![]() |
نصب ثورة العشرين/ النجف |
-تعظيم المهمش: قد يحتوي المرجع الشكلي على عناصر ثانوية مهمشة في
الحالة الطبيعية المتداولة للمرجع الشكلي، لكن للمعمار رأي آخر للتعبير عن فكرته
بتعظيم ذلك العنصر أو الجزء المهمش وجعله الرئيس في التكوين الجديد لمشروعه لإيصال
فكرة معينة.
![]() |
فن شارع، الدوحة، قطر |
والأفضل الختام بان هنالك طرق أخرى إضافة لما تم ذكره من طرق التعامل مع المرجع الشكلي، زيادة على الاعتراف بتضاد بعض تلك الطرق مع بعضها (التجريد-تعظيم المهمش) وكذلك إمكانية استخدام أكثر من طريقة في انتاج تكوين واحد خاصة في حال الاستعانة بأكثر من مرجع شكلي وبما تتطلبه الفكرة التصميمية للمعمار.
تعليقات
إرسال تعليق